خلال الستين سنة الماضية الشجرة الوحيدة التى تمت زراعتها ونشرها على جميع أرصفة الشوارع بمصر وبمعظم الحدائق هى شجرة الفيكس الرخيصة، والتى لا زهور لها وأوراقها كثيفة جداً تلتصق عليها الأتربة والعوادم، لينقلب لونها من الأخضر إلى الأسود دون مبالغة مشيراً إلى أنها شجرة ظل أولاً وأخيرا، وتحتاج لعناية ومتابعة مستديمة بالتقليم والتهذيب لضمان تخلل الهواء لفروعها ومنع تراكمات الأتربة، وهو ما لا يحدث بالمرة، فمن النادر مشاهدة عمليات تقليم وتهذيب للأشجار فى محافظات مصر، مما حول هذه الأشجار إلى منظر لا جمال فيها مغطاة بالقاذورات والأتربة حتى الشجر الذى جف تماماً، ومات منذ سنوات وشكل هياكل قبيحة لا تتم إزالتها وإحلالها بشجر جديد».

وإنّ الدعوة إلى زراعة الحدائق والمتنزهات وحتى أسطح المنازل والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية أمر يستحق الاهتمام لما يحققه من أهداف عدة منا البيئية من خلال المساهمة في تغير المناخ والتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري[1]، واهداف صحية من حيث زيادة المساحة الخضراء وتنقية الجو وزيادة نسبة الأكسجين وتقليل نسبة ثاني اوكسيد الكربون وتقليل نسبة التلوث بالجو ويقلل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والأهداف الاجتماعية والتنموية: فتتمثل في الحصول على غذاء صحي وآمن ومضمون ونشر ثقافة الغرس والزرع والمحافظة على المجال الاخضر والتعريف بأهميته، بالإضافة الي الأهداف اقتصادية الاستفادة من أسطح المنازل/ المباني العامة فى انتاج خضروات طازجة او نباتات الزيمة للاستخدام الشخصي او البيع وتوفير فرص عمل لربات البيوت والشباب العاطل عن العمل وتمكينهم من عائد مادي.

[1] ظاهرة الاحتباس الحراري وهي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة الأرض التي نعيش فيها نتيجة تغيير في سريان الطاقة الحرارية بين الأرض والغلاف الجوي المحيط بالأرض وهو ما أصبح واضحاً بعد الثورة الصناعية والتي أدت إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي ما بين 0.4-0.8 درجة مئوية وارتفاع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.